نظرا لكون القطاع
المصرفي من اعمدة السياسة النقدية و التي تشكل مع السياسة الاقتصادية احد اركان
الامن الاقتصادي و الذي يعد بدوره مرتكزا من مرتكزات الامن الوطني و الامن القومي
العراقي ، فقد تصدى منتدى بغداد الاقتصادي لمحاولات تدمير الاقتصاد الوطني من خلال
سرقة السيولة المالية في بعض المصارف الاهلية عن طريق تحقيق خروقات في مجالس ادارة بعض المصارف الاهلية ،
وفي غفلة من البنك المركزي ، في وقت كان جل جهد الدولة موجها لمحاربة التنظيمات
الارهابية اللا اسلامية . و بطبيعة الحال فان لهذه الجهات المجرمة التي سرقت اموال
المواطنين وايداعاتهم ، اياد خفية تروج
لاشهار افلاس هذه المصارف ومن ثمة تصفيتها كي تطمس معالم الجريمة.
ألا ان الاستاذ فارس آل سلمان (رئيس الهيأة
الادارية لمنتدى بغداد الاقتصادي ) قد تصدى لسرقة مصرف دار السلام للاستثمار ،
باعتباره من كبار المودعين فيه و هو بذات الوقت نائب رئيس مجلس ادارة المصرف و
بمجرد اكتشافه انحراف المسار، ابلغ البنك المركزي العراقي و الذي شرع بدوره فورا
بمراقبة جميع فعاليات مصرف دار السلام بدقة من خلال لجان التفتيش المكثفه و
الحصيفة ، فضلا عن استجابة السيد المحافظ السريعة ، و الفاعلة لطلبه بوضع المصرف
تحت وصاية البنك المركزي حفاظا على ما تبقى من موجودات المصرف.
وهنا جاء دور عضو الهيأة الادارية للمنتدى
الدكتور ماجد الصوري ليقترح خطة انقاذ لمصرف دار السلام باعتباره عضو في مجلس
ادارة البنك المركزي ، و تبنى المنتدى خطة الانقاذ و تمت بلورتها من خلال الشراكة
الفكرية بين الاستاذ فارس آل سلمان و الدكتور ماجد الصوري لتطرح فكرة انشاء مصرف
جسري لانقاذ مصرف دار السلام ، و قد اقترحها الدكتور ماجد الصوري على مجلس ادارة
البنك المركزي .
وجاءت الخطوة الجريئة و المقدامة التي تبناها
البنك المركزي الذي تبنى هذا المشروع العلمي و الانساني والريادي متمثلا بمشروع
المصرف الجسري الذي يعد سابقة في النظام المصرفي العراقي بعيدا عن الحلول السريعة
اللامسؤولة و التي تطالب باشهار افلاس مصرف دار السلام و تصفيته و التهرب من
المسؤولية القانونية و الاخلاقية .
ان ما قام به البنك المركزي يشكل قفزة نوعية
في اسلوب معالجة المصارف المتلكاة فضلا عن كونها مرآة للادارة الكفوءة للسياسة
النقدية في بلد تعصف به التحديات بكل انواعها .
وفعلا تم تاسيس مصرف حمورابي التجاري كاول
مصرف جسري في العراق و قد افتتحه الدكتور علي العلاق محافظ البنك المركزي العراقي بتاريخ
3/11/2018 في حفل بهيج حضره جمع غفير من المختصين في القطاع المصرفي و قطاع
الاعمال فضلا عن اعضاء مجلس ادارة مصرف حمورابي التجاري ( الجسري) .
وختاما و من هذا المنبر ااكد للسادة الحضور
الكرام و لوسائل الاعلام و السادة المودعين و المساهمين في مصرف دار السلام بان
الجريمة لا تنتهي بالتقادم و ان البنك المركزي العراقي متمثلا بلجنة الوصاية
يتابعون السراق بمثابرة وجدية ومن خلال السلطات القضائية لاستعادة الاموال
المنهوبة وتطبيق سلطة القانون على من ارتكب الجرم ، وكل نفس بما كسبت رهينة .
كما اود الاشارة بان مجلس ادارة مصرف حمورابي
الجسري المتكون من ممثلين عن البنك المركزي و القطاع الخاص قد وضع خطة علمية دقيقة
لانجاح هذه التجربة وتحويلها من ريادية الى مسار نمطي حصيف يعالج اشكالات المصارف
المتلكئة ان وجدت مستقبلا لا سمح الله .
اعتذر عن الاطالة شاكرا حسن اصغائكم
وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
و
السلام عليكم
أرسلت بواسطة: أدارة الموقع |
|